يا أيها المغرور في سلطانه *** أمن النضار خلقت أم من طين؟
يا من أسأت لكل من قد أحسنوا *** لك دائنين فكنت شر مدين
يا ذئب غدرٍ نصبوه راعياً *** والذئب لم يك ساعة بأمين
يا من زرعت الشر لن تجني سوى *** شرٍ وحقدٍ في الصدور دفين
سيزول حكمك يا ظلوم كما انقضت *** دولٌ أولاتُ عساكر وحصون
ستهب عاصفةٌ تدك بناءه *** دكاً وركن الظلم غير ركين
ماذا كسبت وقد بذلت من القوى *** والمال بالآلاف والمليون ؟
أرهقت أعصاب البلاد ومالها *** ورجالها في الهدم لا التكوين
وأدرت معركة تأجج نارها *** مع غير (جون بولٍ) ولا كوهين
هل عدت إلا بالهزيمة مرّةٍ *** وربحت غير خسارة المغبون ؟
وحفرت في كل القلوب مغاوراً *** تهوي بها سفلاً إلى سجّين
وبنيت من أشلائنا وعظامنا *** جسراً به نرقى لعليين
وصنعت باليد نعش عهدك طائعاً *** ودققت إسفيناً إلى إسفين
وظننت دعوتنا تموت بضربةٍ *** خابت ظنونك فهي شر ظنون
بليت سياطك والعزائم لم تزل *** منّا كحدّ الصارم المسنون
إنا لعمري إن صمتنا برهةً *** فالنار في البركان ذات كمون
تا لله ما الطغيان يهزم دعوةً *** يوماً وفي التاريخ برُّ يميني
ضع في يدي ّ القيد ألهب أضلعي *** بالسوط ضع عنقي على السكّين
لن تستطيع حصار فكري ساعةً أو نزع إيماني ونور يقيني
فالنور في قلبي وقلبي في يديْْ *** ربّي .. وربّي ناصري ومعيني
سأعيش معتصماً بحبل عقيدتي *** وأموت مبتسماً ليحيا ديني
صبرا أخي في محنتي وعقيدتي *** لابد بعد الصبر من تمكين
ولنا بيوسف أسوة في صبره *** وقد ارتمى في السجن بضع سنين
هوّن عليك الأمر لا تعبأ به *** إن الصعاب تهون بالتهوين
أمسٌ مضى ، واليوم يسهل بالرضا *** وغدٌ ببطن الغيب شبه جنين
لا تيأسنّ من الزمان وأهله *** وتقل مقالة قانط وحزين
شاة أسمّنها لذئب غادر *** يا ضيعة الإعداد والتسمين
سنعود للدنيا نُطِبُّ جراحها *** سنعود للتكبير والتأذين
ستسير فلك الحق تحمل جنده *** وستنتهي للشاطئ المأمون
بالله مجراها ومُرساها ، فهل *** تخشى الردى ، والله خير ضمين؟