< أهلاً رمضان..
لدينا هذا العام العديد من المدافع، ولا نعرف للأمانة على أي مدفع سنفطر، وعلى أي مدفع سنمسك، وعلى أي مدفع سنبترع في استقبالك.
مدافع الجيش الحكومي لا تكف عن القصف.. مدافع المسلحين الموالين للثورة لا تكف عن القصف، مدافع “القاعدة” وقوات مكافحة الإرهاب في أبين هي الأخرى تقصف.
< الضرب من كل جانب .. قنوات التلفاز التابعة للنظام تقصف العقول، قناة “سهيل” تقصف العقول، منابر المساجد المؤيدة للثورة والمعارضة تمارس ذات القصف للعقول.
السياسيون يقصفون بعضهم بعضاً بالتصريحات.. الثوار في الساحات - للأسف – صاروا هم الآخرين يقصفون بعضهم بعضاً بالإشاعات وبالاتهامات.
< المبتهجون بشفاء “صالح” يقصفون السماء بأنواع مختلفة من القوارح، المبتهجون بمرض “صالح” يقصفون السماء أيضاً. الغلاء وغياب المشتقات النفطية وانطفاء الكهرباء وانعدام المياه، كل ذلك يقصف عمر المواطن المسكين.
< كنا قديماً نهتف: دفِّع دفِّع يا علي حمود..الآن بوسعك أن تقول للطارف يدفع، سيدفع وهو داغز ريش!
المشكلة أن لدينا - ولله الحمد- وفرة من القوارح ومن المدافع والبنادق، وينقصنا - فقط - وطناً نعيش فيه بمحبة وسلام وأمان.
< يقولون في المثل: “لو كثرت الأدياك ضاع الليل”، ولو كثرت المدافع ضاعت الثورة السلمية، وهذا تحديداً ما أراده نظام (صالح) العنيد!!
< عاجلاً أم آجلاً ستنتصر الثورة بالتأكيد، لكن - عبر التاريخ كله - الانتصارات المشوّهة يصعب عليها لاحقاً أن تبني مجتمع الفضيلة. فإن كانت المدافع تقصف علينا نحن كمواطنين نحلم بيمن أجمل ألا نقصف الود بين الناس وألا نقدم خطاباً فيه من الحب والتسامح مايليق بأرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لأجل أن نعيش بسلام.
العدد 100
مع صدور هذا العدد من «حديث المدينة»، ستكون الصحيفة قد بلغت من العمر مائة أسبوع، كانت ولم تزل زوجتي أكثر المتضررين من هذه المهنة المتعبة.
سأشكر قراء الصحيفة بهذه المناسبة الآن، سأشكر كل الزملاء الذين قاسموني الحلو والمر خلال رحلة الـ 100 عدد الفائتة، وقبل هذا كله سأبوس رأس زوجتي التي تحملت جعثة مهنتي هذه، سأبوس رأس أمي وأبوس رأس ابني قبلما يطلعوا هم الآخرين «مُندسين».